وهناك نوع من التفاوت الجاهلي الذي يؤثر أيضاً في هذه الأمة، ويلقي بظلاله الكثيف في مجتمعات المسلمين، ويسبب من التقاطع ومن التنافر، ومن العداوات ما الله به عليم، فمثلاً: لو أخذنا جاهلية أو عنصرية المهنة أو الحرفة، فإنك تجد أنها موجودة، والتفاضل عند الناس لا يكون بالتقوى، كما قال تعالى: (( إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ))[الحجرات:13]، ولا بالكرم، أو العطاء، أو الشجاعة التي يمكن أن يتخلق بها كل أحد، بل أضافوا إلى ذلك هذا النوع من الجاهلية وهو: التفاخر، أو التعاظم، أو التفاضل بحسب المهنة، أو الاحتقار والازدراء بحسب الحرفة أو المهنة، سواء كانت هذه المهنة في الشرع عظيمة، أو أقل شأناً، ولكن لا تجعل معياراً أو مقياساً، فالناس جعلوها كذلك.